أنا كبرتـــ...







نعم لقد كبرت ولكنني أحوي ما بقي من طفولتي في جيبي حتى استرجعها عند الضرورة أو بالأصح عندما يحين وقتها المناسب.


لقد أصبحت أفهم كل ما كنت أجهله في ما مضى.


& فمثلا أصبحت أرى تلك الدمى التي كنت في كل عودة إلى الوطن أحصل عليها وشراء فستان جديد على كل عيد ومناسبة ،مضيعة وتبذير "والله لا يحب المسرفين".


&أما كرهي الذي تبدد لقنوات الأخبار وخصوصا في تلك الأيام المليئة بالأحداث الأليمة ، ولا أحد يستطيع ملامتي في ذلك فقد كنت لا أعرف سوى اللعبة الفستان ،والحلوى.
أما الآن "دوام الحال من المحال"فأول ما أفعله عند إمساكي بجهاز التحكم عن بعد فهو الإنتقال من محطة إخبارية إلى أخرى حتى أنتهي منها كلها ،ومن ثم أنتقل لمشاهدة ما أريد.


& أما الشئ الذي لم أفهمه حتى الآن ولا أريد فهمه هو حديث النساء"الثرثرة" في كل ما يفهمنه ويعرفنه وما يجهلنه أيضا.


& وفهمت ما تعنيه المصطلحات كالفقر والمجاات وفهمت حكاية أفغانستان التي لطالما سمعت عنها.


& فهمت ما يقال عن الذي يقال في العروبة القديمة والتي تمثلت في الفتوحات التي كانت جيوشا بقوة إيمانية قبل أن تكون عددية...وبلاد الأندلس.....

& وفهمت لماذا يسمى الآباء أبنائهم خالد وصلاح.

& وفهمت ما سار عليه أصحاب الحبيب من بعده ، وفهمت عظمة عمر والعهدة العمرية.


& وفهمت الذي دفع الخنساء لتقديم أبنائها شهداء.


وها أنا أسير في هذه الدنيا لأفهمها وأتعلم ما فيها من دروس.

ولا أدري أكبرت بما فيه الكفاية حتى أفهم عقول الناس ومشاعرهم.

فيا خالـــقي زدني علما وقوة.

تعليقات