العام العشرون


قبل عشرين عاما وأسبوع من الآن
وفي الساعة الثانية عشر والربع ظهرا
جئت
حضرتـــي "أنــــــــا"
إلى هذه الدنيا
وأنا طبعا لا أعلم ما ينتظرني من مجهول
وبعدها بالتأكيد
تبدأ التهاني
ولكنها في هذه المرة عن بعد لكوننا في غربة عن الأهل والوطن
المهـــم
وتمر الأيام
ويزيد رصيد "عمري" في هذه الحياة
ولأنها الحياة وهذه الحقيقة المرة
كانت الأيام يوما لي ويوم علي

وللعشرين عام الماضية مراحل عديدة وتفصيلات مطولة لأنها ليس بثواني
بل سنيـــن عدة
وفي هذا الوقت الذي أنا فيه الآن
أكتب هذه المراحل التي لن أستطيع أن أذكرها بكل تفصيل
لأني وببساطة لن أتذكرها بسهولة لما مضى عليها من وقت
أو لعدم وجود وقت لكي أسردها فيه
فحييـــاتي أصعب من كونها قصة
أرويها ببضع كلمات فتكتمل
بل هي حياة بكل ما فيها من معاني
صعبة كانت أم سهلة..

بداية عمري:
كانت هناك حيث ولدت ، في بلاد بدأتْ نشأتي فيها ترعرعت فيها ، أحببتها ..
كلن لي فيها أيام أذكرها بتفاصيلها  ، وأيام لا أذكر سوىوميض من بقايا منها ،وأيام أخر لا أذكر منها شئ.
كانت لي هناك صديقة ،أو بالأصح أول صديقة أحببتهاوعرفت معنى الصداقة فيها أو منها ولا فرق في ذلك 
وأتذكرها دائما برغم الأيام التي تمضي دون أن أراها أو حتى أعلم أخبارها.
وطبعا هنا في غزة كانت لي صديقات وأهمهم صديقتي وحتى الآن "أ" وهي ستعلم نفسها إذا قرأت كلماتي هذه ، ولن أسرد مكانتها أو ما تعنيه لي فسأظلمها بذلك.
وكان لدي أيضا صديقات ولن أذكرهن بين هذه السطور ولكنني سأذكرهن بقلبي وفي قلبي فقط.
وفي أيام المدرسة الإبتدائية ، تلك الأيام القريبة البعيدة ، التي تخيل إلي أحيانا كأني أجاريها في وقتها، أيام الطيش "الطفولي" التي كنا نقوم بعجائب لا نملك الجرأة لفعلها الآن وهي.....(أحتفظ بهـــا لنفسي).
وأتذكر معليمي ومعلماتي التي أحببتهم بخلاف البعض في مراحل أخر، فلهم عبق من زهر البنفسج.

ومن ثم مرحلة إعدادية:
فيها أحسست بأني قد تقدمت في عمري قليلا ، أحسست بالتغيير ، ازدادت معرفتي بالأشخاص من حولي ، وأحسست بكبر هذا العالم الفسيح.
تغيرت ملامح صداقاتي ، أصبحت أقضي وقتا مع صديقات جدد أحببتهن كما أحببنني.
عشنا المرحلة الجديدة، غيرنا ما اعتدنا عليه فيما مضى من حياتنا التي كانت في ذلك الوقت ما يقارب نصف ما أنا عليه الآن.
أتذكر معلماتنا اللاتي كان العديد منهن أشبه بفلم للرعب إن لم يكن لي فلغيري والأسباب معروفة للبعض.
وأتذكر أكثر ما أتذكره موقفين بكيت فيهما بكاء فرحة وبكاء ألم.
أولهما بكاء فرحة: وهي الانتخابات ولكنها ليست تشريعية أو رئاسية ، بل هي نوع آخر تماما.
في تلك الأيام في أول العام في الثالث الاعدادي ، رُشحت أنا عن فصلي لامثله في البرلمان المدرسي ويوم التصويت كنت متوترة الأعصاب خائفة لأنه الاختبار الأول لي من هذا النوع ، وكنت أنتظر مع خوف قاتل يومها وفي حصة لأستاذ المواد الإجتماعية ولا أذكر إي المواد بالتحديد ، المهم في الموضوع ، يطرق الباب يفتح الأستاذ الباب وتدخل المعلمة المسئولة عن الإنتخابات فصلنا وكانت تمسك بين يديها ورقة وتعلن أني أنا فزت وبأغلبية ساحقة ولا أعني بذلك الفخر بكل كما كان ذلك الموقف. لتقترب مني معلمتي التي لم أكن على علاقة وثيقة بها لأنها لم تدرسني أبدا لتقبلني وهنا كانت لحظة البكاء "فرحا".
أما حزنا وبابتسامة: ففي آخر الأيام في السنة الدراسية ولأننا مقبلون على مرحلة جديدة وسننتقل إلى مدرسة أخرى ثانوية.
أتذكر مدرسة العلوم والتي أحبها لدرجة لا توصف وكانت هي أيضا تبادلني نفس الشعور ، جلست بالقرب مني وأخبرتني بأنه سوف تكون آخر الأيام التي نرى بعضنا فيها فأخبرتها بأنني سأشتاق لا ، فنظرت لي وقالت : بيتي مفتوح لك في أي وقت ودمعت عيناها فبكيت وكانت لي كالأم الحنون فلها كل حب وتقدير.

والمرحلة الثانوية: كانت عالم آخر بكل الدقائق فيه والثواني أيضا.
كانت بداية عالم الفوضى المنظمة إن جاز التعبير ، كنا كبارا صغارا ، وعشنا فيها كل المتناقضات معا.
عشنا معاني الصداقة الحقيقية ، كنا كاليد الواحدة في كل شئ وخصوصا الثاني والثالث الثانوي
وللصراحة أيام لا تنسى.


أما الجامعة فكانت منعطف إلى رؤية عالــم أكبر مما عايشْنا ، شاهدنا عادات جديدة ، ثقافات أخرى ، وأناس لم نعتد على رؤيتهم.
تعرفنا عليهم ولم يكونوا جميعا نفس الشئ فمنهم من أعجبنا به ومنهم لا.
تعرفت على "هـ ،ل ،ر ،د ،ب ،ن ،ا ،ع" معرفتي بهن قصيرة ولكنها قوية جدا ولا أشك بصدقها.
والإجماع في هذا الوقت أن المدرسة كانت أجمل في كل شئ ، في المدرسة كنا جميعنا معا، أما الآن ففي الجامعات انتشرنا .



مما تعلمت في عشرين عام:
  • تعلمت أنه ليس المهم كم أعيش في هذه الدنيا بل المهم أن تكون لي بصمة فيها.
  • تعلمت أن حياتي لن تتوقف على شخص أو حد أو بإنتظار بل ستستمر ولو بعد حينـ.
  • تعلمت أن رصيد حياتي يزيد بازدياد رصيدي من العلم ومن العلم فقط.
  • تعلمت أن أكون لمن يحتاجني ولا أنتظر أحدا أحتاجه لإنه قد يطول بي الإنتظار.
  • تعلمت أن أفكر ألف مرة قبل أن أنفق ما أدخره لشراء أي شئ وأن أنفقه من دون تفكير عندما يتعلق الأمر بالكتب.
  • تعلمت صعوبة أن أقوم بشئ لا أريده من أجل إرضاء الآخرين.
  • تعلمت الصبر على الحياة لأنها وإن عاندتني ستقف معي يوما ما.
  • تعلمت أن انتظاري لحدوث الأشياء سيطول كثيرا إن لم أبحث عنها وأحققها بنفسي.
  • تعلمت أن الهموم وإن تراكمت ، فببذرة أمل ستزول جميعها.
  • وتعلمت الكثير الكثير.

والحياة تسير ولا تتوقف على أحد
النهـــــاية

تعليقات

  1. realy its n!ce
    Go0 on ^_^

    ردحذف
  2. أحكيلك ابداع بلا حدود
    معلش ما هنيتك بعيد ميلادك

    كل عام و انتي الخير كلو

    دعاء

    ردحذف
  3. Nice writings
    keep on
    I hope that the rest of your life will be full of joy and happiness
    & I hope that we will be friends for ever

    Pink
    (:

    ردحذف
  4. Thanks to all
    Pink
    we w!ll be
    I promise

    ردحذف
  5. لحظات كثيرة نجد أننا نقف أمام التقويم ..

    لنفاجئ بأعوام مضت ..

    تترنح فيها الذاكرة كثيرا !!

    أعجبني ما قرأت هنا

    دمت بود

    ردحذف

إرسال تعليق

كل ما تود أن تقوله ليـ ...
استقبله هنا ... بواسع ترحابـ
واهلا بكـ